لحاجةٍ، قال: فإني سمعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم يقول:
«من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك اللَّه به طريقا إلى الجَنَّةِ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإِن فضل العالمِ على العابِدِ كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياءِ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ» .
رواه أحمد والدارِمي وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
ـــــــــــــــــــــــــ
118 - حسن- رواه أبو داود كتاب العلم (3 / 317) (رقم: 2641) ، وابن ماجه المقدمة (1 / 81) (رقم: 223) ، وأحمد (5 / 196) ، والدارمي (1 / 83) (رقم: 349) والطحاوي في "المشكل" (1 / 429) والبغوي في "شرح السنة" (1 / 275) (رقم: 129) وابن حبان (1 / 289) (رقم: 88) كلهم من طريق عاصم بن رجاء بن حيوة حدثني داود بن جميل عن كثير بن قيس به.
وفي إسناده داود بن جميل وهو ضعيف.
ورواه الترمذي كتاب العلم (5 / 47) (رقم: 2682) ، وأحمد (5 / 196) من طريق محمد بن يزيد الواسطي حدثنا عاصم بن رجاء عن قيس بن كثير به أي: بإسقاط داود ابن جميل.
قال الترمذي: وليس هو عندي بمتصل.
ورواه أبو داود (3 / 318) (رقم: 2642) من طريق محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم قال: لقيت شبيب بن شيبة فحدثني عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء بمعناه.
قلت: وشبيب مجهول.
قال البغوي (1 / 277) :
قوله «إن الملائكة لتضع أجنحتها» : قيل: معناها أنها تتواضع لطالب العلم توقيرا لعلمه كقوله سبحانه وتعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} وقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي: تواضع لهم.
وقيل معنى: وضع الجناح: هو الكف عن الطيران والنزول للذكر.
أما: قوله «إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض» : قيل: إن اللَّه تعالى ألهم الحيتان وغيرها من أنواع الحيوان الاستغفار للعلماء، لأنهم هم الذين بينوا الحكم فيما يحل منها ويحرم للناس.
وفضل العلم على العبادة من حيث إِن نفع العلم يتعدى إِلى كافة الخلق، وفيه إِحياء الدين وهو تلو النبوة.
قوله: من أخذه أخذ بحظ وافر: يعني من ميراث النبوة.
قال ابن عباس: تدارس العلم ساعة من الليل خير من إحيائها.
وقال قتادة: باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول.
قال ابن وهب: كنت عند مالك قاعدا أسأله، فرآني أجمع كتبي لأقوم، قال مالك: أين تريد؟ قال: قلت: أبادر إِلى الصلاة، قال: ليس هذا الذي أنت فيه دون ما تذهب إليه إذا صح فيه النية أو ما أشبه ذلك.
قال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. . اهـ. ص مختصرا من "شرح السنة".