[الوصية بسنة رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم وسنة الخلفاء الراشدين والتحذير من البدع]
88 - وعن العِرباض بن سارية - رضي اللَّه عنه - قال: «وعظنا رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم موعِظة بليغة، ذرفتْ منها العيون، ووجِلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللَّه كأن هذهِ موعِظة مودع فما تعهده إلينا؟ فقال: " أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجِذِ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بِدعةٌ وكل بدعةٍ ضلالة» .
رواه أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه.
وفي رواية له:
«لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. . .» .
ثم ذكره بمعناه.
ـــــــــــــــــــــــــ
88 - صحيح - رواه أبو داود كتاب السنة (4 / 200) (رقم: 4607) ، وأحمد (4 / 126 - 127) ، والآجري في الشريعة، (ص 46) ، وابن أبي عاصم في " كتاب السنة " (1 / 19) (رقم: 32، 57) مختصرا، وابن حبان (1 / 178) (رقم: 5) كلهم من طريق الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجْر عن العرباض.
ورواه الترمذي كتاب العلم (5 / 44) (رقم: 2676) ، وابن ماجه المقدمة (1 / 17) (رقم: 44) ، والطحاوي في "المشكل" (2 / 69) ، والآجري (ص: 47) ، والدارمي (1 / 43) (رقم: 96) ، وابن أبي عاصم (1 / 29) (رقم: 54) ، والحاكم (1 / 109) كلهم من طريق ثور بن وليد إلا أنهم لم يذكروا حجر بن حجر.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي.
ورواه الترمذي (5 / 43) (رقم: 7676) ، وابن أبي عاصم (1 / 17) (رقم: 27) مختصرا، والبيهقي (6 / 541) من طريق بقية بن الوليد عن بحِير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو بن العرباض.
ورواه ابن ماجه (1 / 15) (رقم: 42) ، وابن أبي عاصم (1 / 17) (رقم: 26) مختصرا من طريق الوليد بن مسلم عن عبد اللَّه بن العلاء حدثني يحيى بن أبي المطاع عن العرباض.
ورواه ابن أبي عاصم (1 / 18) (رقم: 28، 29) من طريق المهاجِر بن حبيب عن العرباض مختصرا، ورواه (رقم: 30) من طريق يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عمرو ابن العرباض مختصرا.
قوله: عضوا عليها بالنواجذ: أي: اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته.
النواجذ: هي الأنياب، وقيل: الأضراس.
أما بالنسبة للرواية الأخرى، فإن سندها:
صحيح - وقد رواها ابن ماجه المقدمة (1 / 16) (رقم: 43) ، والآجري في "الشريعة" (ص 47) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 26) (رقم: 48) من طريق معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه أن عبد الرحمن بن عمرو حدثه أنه سمع العرباض.
ورواه ابن أبي عاصم (رقم: 49) من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض.
البيضاء: أي: الملة والحجة الواضحة التي لا تقبل الشبه أصلا، فصار حال إيراد الشبه عليها كحال كشف الشبه عنها ودفعها، وإليه الإشارة ليلها كنهارها.