ومن صفاتهم أنهم يتفاوتون في الخلق والمقدار فهم ليسوا على درجة واحدة، فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له ستمائة جناح. قال تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1] (فاطر: 1) .
ومن صفاتهم الحسن والجمال فهم على درجة عالية من ذلك. قال تعالى في حق جبريل عليه السلام {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى - ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم: 5 - 6] (النجم: 5، 6) قال ابن عباس رضي الله عنهما (ذو مرة: ذو منظر حسن) وقال قتادة: (ذو خلق طويل حسن) .
وقال تعالى مخبرا عن النسوة عند رؤيتهن ليوسف عليه السلام: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31] (يوسف: 31) وإنما قلن ذلك لما هو مقرر عند الناس من وصف الملائكة بالجمال الباهر.
ومن صفاتهم التي وصفهم الله بها أنهم كرام أبرار. قال تعالى {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ - كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 15 - 16] (عبس: 15، 16) . وقال عز وجل {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ - كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار: 10 - 11] (الانفطار: 10، 11) .
ومن صفاتهم الحياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق عثمان رضي الله عنه: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة» (?) .
ومن صفاتهم أيضا العلم. قال تعالى في خطابه للملائكة