وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] (الفتح: 4) .
ومن السنة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» (?) . وكذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان» (?) .
حكم مرتكب الكبيرة: كبائر الذنوب نوعان: مكفّر وغير مكفر. فأما المكفر فهو الشرك بالله لأنه أعظم ذنبا عُصي به الله والنفاق الاعتقادي وسب الله ورسوله ونحو ذلك.
والنوع الثاني كبائر غير مكفّرة ولا يخرج مرتكبها من الملة إلا إذا استحلها. وهي سائر الذنوب التي دون الكفر كالربا والقتل والزنا ونحو ذلك.
وقد دل الكتاب والسنة على أن مرتكب الكبيرة غير المكفّرة مؤمن ناقص الإيمان، ويسمى فاسقًا وعاصيًا.
وحكمه في الآخرة أنه تحت المشيئة فإن شاء الله غفر له برحمته وإن شاء عذبه بعدله وهو مع هذا لا يخلد في النار إذا عُذب بل مآله إلى الجنة بما معه من التوحيد والإيمان. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116] (النساء: 116) .