4 - اعتقاد تفاضلهم وعدم تساويهم في الفضل والمنزلة عند الله على ما دلت على ذلك النصوص: قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: 75] (الحج: 75) . وقال عز وجل: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [النساء: 172] (النساء: 172) فأخبر أن منهم مصطفين بالرسالة ومقربين، فدل على فضلهم على غيرهم. وأفضل الملائكة: المقربون مع حملة العرش. وأفضل المقربين الملائكة الثلاثة الوارد ذكرهم في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفتتح به صلاة الليل فيقول: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة» . .) (?) .
وأفضل الثلاثة جبريل عليه السلام وهو الموكل بالوحي، فشرفه بشرف وظيفته. وقد ذكره الله في كتابه بما لم يذكر غيره من الملائكة، وسماه بأشَرف الأسماء، ووصفه بأحسن الصفات. فمن أسمائه الروح: قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 193] (الشعراء: 193) . وقال عز وجل: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] (القدر: 4) . وقد ورد هذا الاسم مضافًا إلى الله تعالى إضافة تشريف. قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17] (مريم: 17) . وورد مضافًا إلى القدس، قال تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} [النحل: 102] (النحل: 102) والقدس هو الله على الصحيح من أقوال المفسرين. ومما جاء في وصفه قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ - ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 19 - 21] (التكوير: 19- 21) . وقال تعالى {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 5]