فأمَّا قولهُمُ: سرعانَ ما فَعَلْت، ففيه ثلاثُ لُغاتٍ: يُقالُ: سَرْعَانَ وسِرْعانَ، [والراءُ فيها ساكنةٌ] والنونُ نَصْبٌ أبداً.
20 - ومما يكثرُ فيه تصحيفُ الرُّواةِ حديثُ سَمُرَة بنِ جُنْدَب في قِصَّةِ كُسوفِ الشمسِ والصلاة لها. [قالَ]: (فدُفِعْنا إلى المسجد. فإذا هو بأزَزٍ)، أي بجمعٍ كثيرٍ غَصَّ (7 أ) بهم المسجد. رواهُ غيرُ واحدٍ من المشهورين بالروايةِ: فإذا هو بارِزٌ، من البُروزِ، وهو خَطَأٌ. ورواهُ بَعْضُهم؛ فإذا هو يتأَزَّزُ. وقد فَسّرْتُهُ في موضِعِهِ من الكتابِ وأَعَدْتُ لك ذِكْرَهُ ليكون منك ببالٍ.
21 - وفي حديث أبي ذَرٍّ [رضي الله عنه]: (أَنَّهُ سألَ رسولَ الله، صلّى اللهُ عليه وسلّم، عن الصلاةِ فقالَ: خَيْرٌ موضوعٌ فاستكثِرْ مِنهُ). يُروى على وجهين: أحدهما أنْ يكونَ موضوعٌ نَعْتاً لمِا قَبْلَهُ. يُريدُ أَنَّها خيرٌ حاضرٌ فاستكثر منه. والوجهُ الثاني: أنْ يكونَ الخيرُ مضافاً إلى الموضوع. يريُدُ أَنَّها أَفْضَلُ ما وُضعَ من الطاعاتِ وشُرِعَ من العباداتِ.