قال أبو محمد: هذا مذهب حَسَن من الاسْتَخراج، إنْ كان هذا قَسَمًا. وفيه مذهب آخر أشْبه بكلام العرَب ومعانيهم، وهم إذا أرادوا تقليل مكث الشيء وتقصير مدّته شبّهوه يتحليل القَسَم، وذلك أن يقول بعده: إنْ شاء الله، فيقولون: ما يقيم الرجُل عندنا إلّا تحِلّة القَسَم. (?) وما ينام العليل ألّا كتحليل الألية، (?) وكحسو الطّائر، وهو كثير مشهور في الكلام والشعر (?).
قال ابن (?) أحمر (5) وذكر الريح (?):
إذا عَصَبتْ رَسْمًا فليس بدائمٍ ... به وتدٌ إلا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ
يقول: لا يُبت الوتد إلّا قليلًا كتحِلّة القَسَم إذا هبَّت حتى ينقلع. وقال آخر (?) يذكر ثورًا:
يُخْفي التُّراب بأظْلافٍ ثمانية ... كأنما وقْعُها بالأرض تَحْليلُ
يقول: هو سريع خفيف، فقوائمه لا تثبت بالأرض إلّا كتحليل اليمين. قال ذو الرّمّة (?):
طوىَ طيَّة فوق الكرىَ جَفْنُ عَيْنه ... على رَهبَات من حَنَان المُحاذر