بشهادة الصّبيان على أَمَة، والناسُ [23 آب] (?) يختلفون في الفِقْه. ويردُّ بعضُهم على بعض في الحلال، انَّه حرام، وفي الحرام انَّه حلال. وهذا طريق النّجاة (?) أو الهَلَكة، لا كالغريب والنحو والمعاني التي ليس على الهافي (?) فيها كبيرُ جُناح. كالشّافعي يرد على الثَّوري وأصحاب الرأي، وعلى مُعلّمه مالك بن أنس. وأبو عبيد يختار من أقاويل السَّلَف في الفقه ومن قرائتهم، ويُرذِّلُ منها. ويدلّ على عورات بعضها بالحجج البيَّنة.
وعلماء اللغة أيضاً يختلفون وينبّه بعضهم على زَلَلِ بعض، فالفَرّاء (?) يردّ على إمامه الكسائي (?)، وهِشام (?) يردّ على الفَرّاء، والأصمعي يُخطِّئ المفضَّل الضَّبّي حين أنشد جعفر بن سليمان (?):
تُصْمِت بالماء تَوْلَباً جَذَعا
فقال له الأصمعي (?): إنَّما هو تَوْلَباً جَدِعا (?)، بالدّال غير معجمة،