قال أبو محمد: والقولُ فيه عندي، إنَّه أراد مَنْ أحبَّنا أهلَ البيت، فليرفض الدنيا وطَلَبها, وليزْهَد فيها وليصبر على الفَقْر والتقلّل. وكنى عن الصبر بالجِلْبَاب والتجفاف. لأنَّه يستر الفَقْر كما يستر الجِلْبَاب والتِّجْفاف البَدن. وممّا يشهد لهذا الحديث، حديثٌ رواه أصحاب الأخبار عنه. وذكروا أنَّه نَظَر إلى قوم ببابه فقال لقُنْبر: (?) "يا قنبر مَنْ هْؤلاء؟ ". قال: شيعتك يا أمير المؤمنين. قال: "ومالي لا أرى (2) فيهم سيماء الشِّيعة؟ ". قال: وما سيماء الشِّيعة (?)؛ قال (?) "خُمْص البُطُون من الطَّوى [و (?)] يُبْس الشّفاه من الظَّماء (?) [و (4)] عُمْش العُيون من البكاء". والطَّوى: الجوع.
* * *