الولاء والقَرابة عندي إلَّا أنْ يكون الرجُل الشاهد قرابة للمشهود له، أو مَوْلى له، فيُظَن به المَيْل إليه بالقرابة أو بالولاء (?). لأنَّهما (?) سَبَبان موجبان للمَيْل. ومما يشبه هذا قولُه: ولا القانع مع أهل البيت، وهو الرجُل يكون معهم وفي حاشيتهم، كالتّابع، والأجير. لأنَّ ذلك سَبَب يُوجِبُ المَيْل.
* * *
30 - قال في حديث (?) النَّبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: "عائِدُ المريض على مَخارِفِ الجنَّة".
قال أبو عبيد: واحدُ المَخارِف: مَخْرَف وهي جَنْيُ النَّخْل.
قال: وإنَّما سُمّي مَخْرفاً لأنَّه يُخْتَرَفُ منه، أي: يُجْتَنى (?).
قال: وأمّا قولُ عُمَر (?): "تُركتم على مِثْل مَخْرفَة النَعَم". فليس من هذا في شيء. إنَّما أراد بالمَخْرفة، الطَّريق. هذا قول أبي عبيد.
قال أبو محمَّد: وقد تدبّرْتُ هذا التفسير فرأيْتُ (?) فيه غلَطاٍ بيّناً، لأنه ذكر أنَّ المَخْرَف، جَنْي النَّخْل. (?) رطْبُه وثَمَرُه. وذلك مخروف الجنة.