وترد يوم الرابع, ورُبْع الشيء: نصف النصف، وكذلك الخِمس والسِّدس إلى العِشر من الأظماء، والخُمس والسُّدس إلى العُشر: جزء من أجزاء الشيء, والنِّيْر: العلَمُ، علم الثوب, والنُور: النُّفُر من الوحش وغيرها, ويقال: امرأة نَوَار ونسوة نُورٌ، إذا كانت تنفر من الريبة وغيرها مما يُكره، يقال: قد نارت تنور نواراً ونِوارًا, قال العجاج:
يخلطن بالتأنس النوارا
وقال الباهلي:
أنوراً سَرْعَ ماذا يا فروق ... وحبل الوصل مُنتكث حذيق
أراد: أَنِفَارًا يا فروق؟ , ويروي: سُرع هذا, وقوله: سَرع ماذا, أراد: سَرُعَ ماذا، فخَفَّفَ، كما يقال: عظُم البطن بطنك، وعَظْمَ البطن بطنك، بتخفيف الضمة, ويقال: عُظْم البطن بطنك، يخففون ضمة الظاء وينقلونها إلى العين، وإنما يكون النقل فيما يكون مدحاً أو ذماً، فإذا لم يكن مدحاً ولا ذماً، كان الضم والتخفيف ولم يكن النقل, تقول: حَسُنَ الوجهُ وجْهُكَ وحَسْنَ الوجهُ وجهك، وحُسن الوجه وجهُك، وقد حَسْنَ وجهُك، وحَسُنَ وجهك, قال: حُسْن، على أن يكون على مذهب نعْم وبئْس، نُقِلَ وسطه إلى أوله وما لم يحسن لم يُنقل، وقد حسُنَ وجهُك، ولا تقل: قد حُسْن وجهُك، لا تنقل ضمةُ السين إلى الحاء، قال الشاعر1:
لم يمنعِ الناس منِّي ما أَردت وما ... أعطيهمُ ما أرادوا حسن ذا أدَبا
أراد: حَسُنَ ذا أدباً؛ لأن هذا مذهب التعجب, ولا يكون هذا في الخبر، أراد: حَسُنَ فنقل وخفف, وقال الأخطل:
فقلتُ اقتلوها عنكم بمزاجِهَا ... وحُبَّ بها مقتولة حين تُقتل
أراد: حَبُبَ بها، فأدغم, وقال الآخر في تخفيف المكسور:
فإن أهجهُ يضجر كما ضَجْرَ بازل ... من الأُدم دَبْرَتْ صفحتَاه وغاربه
وقال أبو النَّجم:
لو عُصْرَ منه البانُ والمسك انعصر