واعتاد أَرْبَاضًا لها آَرِيُّ
اعتاد، أي أتاها ورجع إليها، والأرباض: جمع رَبَض، وهو المأوى، وقوله "لها آرى"، أي لها آَخَية من مكانس البقر لا يزول لها أصل، وقال الآخر وذكر فرساً:
دَاْوَيْتُهُ بالمحض حتى شتا ... يجتذب الآَرَيَّ بالمرودِ
أي من المرود، وقولهم: خرج يَتَنَزَّه، إذا خرج إلى البستان، وإنما المتنزه البعيد من الماء والريف؛ يقال: ظللنا مُتَنَزِّهِين، إذا تباعدوا عن الماء، ويقال: سقيت إبلي ثم نَزَّهتها، إذا باعدتها عن الماء، ومنه: تَنَزَّهَ عن الشيء، إذا تباعد عنه، ويقال: إن فلاناً لنَزِيه كريم، إذا كان بعيداً من اللؤم، ومنه يقال: فلان يُنَزِّهُ نفسه عن كذا وكذا, وهو نزيه الخلق.
قال الأصمعي: قولهم "كبر حتى صار كأنه قُفَّة" هي الشجرة البالية اليابسة، قال يونس: قولهم "لا يقبل منه صَرْف ولا عَدْل"، الصَّرْف: الحِيْلَةُ، ومنه قيل: إنه لَيَتَصَرَّف في الأمور، والعَدْل: الفِدَاء، ومنه قول الله جل وعز: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: الآية:70] أي وإن تَفْدِ كل فِدَاء، ومنه: {عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً} [المائدة: الآية:95] أي فِدَاءُ ذلك، وقول الناس للشيء إذا يُئِس منه: "هو على يدي عَدْل، قال ابن الكلبي: هو العدل بن جَزْء وجُزْء جميعاً، بن سعد العشيرة، وكان ولي شرط فتح، إذا أراد قتل رجل دفعه إليه، فقال الناس: وضع على يدي عَدْل، وقولهم: "هو أَكْذَبُ من دَبَّ وَدَرَجَ" أي هو أَكْذَب الأحياء والأموات، يقال للقوم إذا انقرضوا: دَرَجوا، قال الشاعر1:
قَبِيلة كَشِراك النَّعْل دَارِجة ... إن يهبطوا العَفْو لا يوجد لهم أَثَرُ
أي إن هبطوا العَفْو من الأرض، والعَفْو: الذي ليست به آثار، وقولهم: "هو نَسِيج وحده" للرجل الذي لا شِبْه له في علم أو غيره، وأصله أن الثوب إذا كان كريماً لم ينسج على منواله غيره، وإذا لم يكن كريماً نفيساً عمل على منواله سَدًى لعدة أثواب، وقولهم: "أحمق ما يَتَوَجَّه"، أي ما يحسن أن يأتي الغائط، وقولهم: قد أتى الغائط، أصله أن الغائط البطن من الأرض الواسع، وكان الرجل إذا أراد أن يقضي