لهما واحد لهُمزا، وتقول: "آَخِر الدواء الكي"، وبعضهم يقول: "آَخِر الطب الكي"، ولا تقل: آخر الداء الكي، وتقول: جاء فلان يَسْتَطِّب لوجعه، أي يَسْتَوْصِفُ، وتقول: قد دِئْت يا رجل فأنت تَدَاءُ داء، وتقول: هذا رجل ذَلِيل بيِّن الذُّلِّ، من قوم أَذِلاء وأَذِلَّةٍ، وداة ذَلُول بين الذل، من دواب ذُلُل: والذُّلُّ ضد العز، والذِّلُّ: ضد الصعوبة، وتقول: أمور الله جارية على أَذْلَاْلِهَا، أي على مجاريها، قال: وأنشدني أبو عمرو:
لتجر المنية بعد الفتى المغادر ... بالمحو أَذْلَاْلَهَا
وتقول: هذا سَمْك مَمْقُور، ولا تقل مَنْقُور، وتقول: عنه مَنْدُوحة ومُنْتَدَح؛ والمُنْتَدَح: المكان الواسع، وهو النُّدْح، والجمع الأَنْدَاح، وقد تَنَدَّحَت الغنم في مرابضها، إذا تَبَددت واتسعت من البطنة، ولا يقال: مَمْدُوحة، وتقول: "أَحْشَفَا وسوء كِيْلة"، أي أتجمع أن تعطيني حَشَفًا وأن تسيء لي الكيل، والكيلة: مثل قولك: القَعْدَةُ والرَّكْبَةُ، أي الحال التي يُقعد فيها، والحال التي يُركب فيها، وتقول: لَقِيتُهُ لِقَاء ولُقْيانا ولِقْيًا ولُقًى، ولِقْيَانة واحدة ولَقْيَة واحدة ولِقَاءَةً واحدة، ولا تقل: لَقَاة فإنها مولدة ليست من كلام العرب، وتقول: ضربه فما عَتَّم، وحمل عليه فما عَتَّم، أي ما احتبس في ضربه، وهو من قولك: قرب عَاتِم، أي بطيء، وقد عَتَم قراه، أي أَبْطَأَ، وقد أَعْتَمَ الرجل قراه، وقد عَتَم الليل يَعْتِمُ, وعَتَمَتُهُ: ظلامه، وقد أَعْتَمَ الناس، وقيل: ما قمراء أربع؟ فقيل: عَتَمَةُ ربع، أي بقدر ما يحتبس في عَشَائه، والعامة تقول: ضربه فما عَتَّب، وتقول: هذا سكران مُلْتَخّ وملطخ أي مختلط، ومنه يقال التَخَّ عليهم أمرهم، أي اختلط، ولا تقل مُتَلَطِّخ، وتقول: هذا سكران لا يَبُتُّ، قال الأصمعي: معناه: لا يقطع أمراً، ومنه: بَتَتُّ الحبل، إذا قَطَعتُهُ، ومنه: طَلَّقها ثلاثاً بَتَّة، ومنه: صدقة بَتَّة بَتْلَة، أي انقطعت من صاحبها وبانت، قال الأصمعي: ولا يقال: يُبِتُّ، قال الفراء: وهما لغتان، يقال: بَتَتُّ عليه القضاء، وأَبْتَتُّهُ، أي قطعته عليه، ويقال: هو ابن عمى لَحًّا، أي لاصق النسب، ومنه يقال: لَحَحت عينه، إذا التصقت، وهو ابن عم لَحٍّ، في النكرة، وهو ابن عمي دِنْيَا ودِنْيًا، وهو ابن عمي قُصْرَةً ومَقْصُوْرة، وتقول: هما ابنا عم، ولا تقل: هما ابنا خال، وتقول: هما ابنا خالة، ولا تقل هما ابنا عمةٍ، وتقول: هما توأمان وهذا توأم هذا، وهذه تَوْأَمَتُهُ، والجميع تَوَائم وتُؤَام، قال الشاعر: