ولا تقل: ما يُعَرِّضُك لفلان، وتقول: هذا رجل مُقَارِب، وهذا متاع مُقَارِب، "إذا لم يكن جيداً، ولا تقل: مُقَارَب"، وتقول: هو التوت والفرصاد، ولا تقل: التُّوْث، وتقول: هو القِرْقِس: الذي يقول له العامة: الجِرْجِس، قال الشاعر:
ليت الأفاعي يعضضننا ... مكان البراغيث والقِرْقِس
وتقول: هو الفَالوذ والفَالوذق، ولا تقل الفالوذج، وتقول: هو السَّعَف، لسَعَف النخل، والواحدة سَعَفَة، والسَّعَف: داءٌ يأخذ الإبل في أَفْوَاْهِهَا كالجَرَب، تقول: بَعِير أَسْعَفُ، والسَّعْفَةُ: التي تخرج في الرأس ساكنة العين، وتقول: قد أَعْرَقَ القوم، إذا أتوا العراق، وأَنْجَدُوا، إذا أتوا نجداً، وجَلَسُوْا، إذا أتوا جلساً، وهي نجد.
قال الشاعر:
شمال من غار به مفرعاً ... وعن يمين الجَالِسِ المُنْجِدِ
وقال الآخر1:
قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ... إن كنت تارك ما أمرتك فَاجْلِسِ
أي ائت نجداً، وقد أَتْهَمَ القوم، إذا أتوا تِهَامَةَ، قال العبدي:
وإن تُتْهِمُوا أنجد خلافاً عليكم ... وإن تُعْمِنُوا مستحقبي الحرب أُعْرِقِ
وقد أَعْمَنُوا، إذا أتوا عمان، وقد أَشْأَمُوا، إذا أتوا الشام، وقد يَامَنُوا، إذا أتوا اليمن، وأَيْمَنُوا، وقد عالوا، إذا أتوا العالية، وقد انحَجَز القوم واحتَجُزوا، إذا أتوا الحجاز، وقد أَخَافوا، إذا أتوا خيف منى فنزلوا، وقد امتَنَى القوى "إذا أتوا منى، عن يونس، وقال ابن الأعرابي: أَمْنَى القوم"، ويقال: قد نزلوا، إذا أتوا منى، قال عامر بن طفيل:
أَنَازِلَة أسماء أم غير نازله ... أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعله
وقال ابن أحمر:
وافيت لما أتاني أنها نَزَلَتْ ... إن المنازل مما تجمع العجبا
أي أتت منى، وقد غارُوا، إذا أتوا الغَوْر، وقد ساحَلُوا، إذا أخذوا على