"وقد آدَيْتُ للسفر فأنا مُؤْدٍ له، إذا كنت مُتَهَيِّئًا له"، وقد آديتك على فلان، أي أعنتك عليه، وذهب فلان يستأدي الأمير على فلان، في معنى يستعدي، قال الأصمعي، وقال الأسود بن يعفر:
ما بعد زيد في فتاة فرقوا ... قتلاً وسبياً بعد حسن تَادِي
أي بعد أخذ الدهر أداته، وقد أَوْدَيْت يا فلان، أي هلكت، وقال الأصمعي: يقال: الحمد لله الذي أَوْجَدَنِي بعد فقر، أي أغناني، والواجد: الغني، وأنشدَ:
الحمد لله الغني الواجد
ويقال: الحمد لله الذي آجَدَنِي بعد ضعف، أي قواني، ويقال: ناقَةٌ أُجُدٌ، إذا كانت قوية موثقة الخلق، وبناءٌ مؤجَّد، ويقال: هذه امرأة قنواء، وامرأة عشواء بالواو، وتقول: هو الكراء ممدود، لأنَّه مصدر كاريت، والدليل على ذلك أنك تقول: رجل مكارٍ، ومفاعل إنما يكون من فاعلت، وهو من ذوات الواو؛ لأنه يقال: أعط الكَرِيَّ كِرْوَتَه، ويقال: قد كَرِيَ الرجل يكري كَرًى، إذا نعس، وأصبح فلان كريان الغداة، إذا أصبح ناعساً، قال الشاعر:
لا يستمل ولا يكري مجالسها ... ولا يمل من النجوى مناجيها
يستمل من الملال، ويقال: انتخى فلان علينا، إذا افتخر علينا وتكبر، ويقال: هو العَبَيْثُرَان والعَبَوْثُرَان، لنبت طيب الريح قال الرَّاجز:
يا ريها إذا بدا صناني ... كأنني جاني عبيثران
وتقول: وعزت إليه وأوعزت، وتقول: الحمد لله إذا كان كذا وكذا، ولا تقل الحمد لله الذي كان كذا وكذا، حتى تقول: به، أو منه، أو بأمره، أو بصنعه، وتقول: أبعد الله الأخِرْ، ولا تقل للأنثى شيئاً، وتقول: ما أنت منا ببعيد، وما أنت منا ببعد، وما أنتم منا ببعيد: وتقول: قد بنى فلان على أهله، وقد زَفَّها وازْدَفَّهَا، وتقول العامة: بنى فلان بأهله، وتقول: هذه غرفة محرَّدَة، فيها حَرَادِيُّ القَصَب، الواحد حرْدِيّ، ولا تقل هردى، وتقول: هو اليَرَنْدَج والأرندج، للجلد الأسود، ولا تقل الرَّنْدَج، وتقول: هو عود أُسْر، للذي يوضع على بطن المأسور الذي يحتبس بوله، ولا تقل يُسْر، وتقول: قد شَبِعْت شِبعًا، والشِّبْع: ما أشبعك، وتقول: هذا رجل شبعان، وجوعان وجائع، وتقول: هذا بلد قد شُبِّعَت غَنَمُه، إذا قاربت الشِّبَعَ