وقد شُئِم فلان فهو مَشْؤُوم عليهم، بهمزة بعدها واو, وقوم ميامين, وإذا قيل لك: تَغَدَّ: قلت: ما بي تَغَدِّيا, هذا وإذا قيل لك تَعَشَّ، قلت: ما بي تَعَشٍّ, ولا تقل: ما بي غَدَاءٌ وما بي عَشَاءٌ, وهو رجلٌ غَدْيان، وهو رجلٌ عَشْيَان، وهو من ذوات الواو: لأنه يقال: عَشَّيتُهُ وعَشَوتُهُ فأنا أَعْشُوه, يقال: قد عَشِي يَعْشَى إذا تَعَشَّى، فهو عاشٍ, ويقال في مثل: "العَاشَيِة تهيجُ الآبية"، أي إذا رأت التي تأبى أن ترعى، التي تَتَعَشَّى، هاجتها للرعي فرعت, وتقول: قد وَعَدتُهُ خيراً، وقد وَعَدتُهُ شراً، وهو الوعد والعَدِة في الخير, قال الشاعر1:
ألا عللاني كل حي معللُّ ... ولا تَعِدَاني الشر والخير مقبلُ
وتقول: قد أَوْعَدْتُهُ بالشر، إذا أدخلوا الباء جاؤوا بالألف, أنشد الفراء:
أَوْعَدَني بالسجن والأداهم ... رجلي ورجلي شثنةُ المناسم
ويقال: تَكَلَّمَ بكلام فما سَقَط بحرف, وما أَسْقَطَ حرفاً، وهو كما تقول: دَخَلت به وأَدْخَلْتُهُ، وَخَرَجتُ به وأَخْرَجْتُهُ، وَعَلَوْت به وأَعْلَيْتُُُهُ, وتقول: سُؤْت به ظناً وَأَسَأْت به الظن، يثبتون الألف إذا جاءوا بالألف, وتقول: قد غَفَلت عنه وقد أَغْفَلْتُهُ, وتقول: جَنَّ عليه الليل، بإسقاط الألف مع الصفة, وقد أَجَنَّهُ الليل إجنانًا، وجَنَّه يَجُنُّه جُنُونًا، لغة, ويروى بيت دريد بن الصمة:
ولولا جَنَان الليل أدرك ركضنا ... بذي الرمث والأرطى عياض بن ناشب
ويروى: "ولولا جُنُون الليل"، أي ما ستر من ظلمته, وتقول: ما أَرَبُكَ إلى هذا؟ أي ما حاجتك إليه؟ ولي في هذا الشيء أَرَب وإِرْبة ومَأْرَبَةٌ، أي حاجة, قال الله جل ثناؤه: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: الآية:18] , وقال: {غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: الآية:31] أي غير ذوي الحاجة من الرجال إلى النساء, وتقول: جاء بالضِّحِ والريح، أي ما طلعت عليه الشمس، من الكثرة, ولا يقال الضِيْح, قال ذو الرمة:
غدا أشهب الأعلى وأمسى كأنه ... من الضِّحِ واستقباله الشمس أخضرُ
وتقول في مثل: "النَّقْد عند الحافِرَة"، أي عند أول كلمة, ويقال: والتَقَى القوم