اصلاح المنطق (صفحة 265)

فقال لها هذا، فجرى المثل على الأصل, وكذلك قولهم: "أَطِرِّي إنك ناعلة" يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجميع, قوله: أَطِرِّي إنك ناعلة، أي خذي في أطرار الوادي، إن عليك نعلين, وقال غيرهما: أي أَدِلِّي, وقال الشاعر1:

غضبتم علينا أن قتلنا بمالك ... بني عامر ها إنَّ ذا غَضب مطر

وتقول: "عند جفينة الخبر اليقين" وهو اسم خمار، ولا تقل: جهينة, وتقول: افعل كذا وكذا وخلاك ذم" ولا تقل ذنب, والمعنى خلا منك ذم، أي لا تذم, وتقول: "صار كذا وكذا ضربة لازب"، فهذه اللغة الفصيحة، واللازب واللاتب، ولازم واللَّاتِب: الثابت، ولازِمٌ لغة, وقال النابغة:

ولا يحسبون الخير لا شر بعده ... ولا يحسبون الشر ضربة لَازب

وقال كثيِّر:

فما ورق الدنيا بباقٍ لأهله ... ولا شدة البلوى بضربة لَازِبِ

وتقول: جاء فلانٌ بإضبارة من كتب، وبإضمامة من كتب، وهي الأضابير والأضاميم, ويقال: فلان ذو ضبارة، إذا كان مشدد الخلق مجتمعه, ومنه سمي ابن ضبارة, ومنه قيل: ضبر الفرس، إذا جمع قوائمه ووثب, ومنه قيل للجماعة يغزون: ضَبْر, قال الهذليّ2:

ضَبْرٌ لبساهم القتير مُؤَلَّب

وتقول: هذا شيء ثقيل، وهذه امرأةٌ ثَقَال، وهذا شيءٌ رزين، وهذه امرأة رَزَان، إذا كانت رزينة في مجلسها, قال الشاعر 3:

حصان رَزَان لا ... 4 بريبة ... وتُصبح غرثى من لحوم الغوافل

وتقول: هو فُحَّال النخل، وهو فَحْل الإبل، ولا يقال فُحَّال إلا في النخل، وهي الفَحَاحِيل, قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015