اصلاح المنطق (صفحة 222)

أَجْبَرْتُهُ على الأمر فهو مُجْبَر, وقد أَجْبَرَ القاضي فُلَانًا على النَّفَقَةِ على ذي محرمه، وقد جَبَرتُهُ من فقر أَجْبُرُه جَبْرًا، وقد جَبَر الله فُلَانًا فَجَبَرَ, قال العجاج:

قد جَبَر الدين الإله فَجَبَر

وتقول: قد أَكَبَّ على الأمر يُكِبُّ إِكْبابًا, وتقول: قد أَعْجَمْت الكتاب فأنا أُعْجِمُهُ إِعْجَامًا، وهي حروف المعجم, وقد عَجَمت النَّوَى فأنا أَعْجُمُه عَجْمًا، إذا لُكْتُهُ، وقد عَجَمت العود، إذا عَضَضته بأسنانك لتنظر أصلب هو أم خوار، وقد عَجَمت فلانًا فوجدته صُلْبًا من الرجال, وقد أَحْمَيْت المسمار فهو مُحْمَىً، ولا يقال حَمَيته, ويقال: قد أَصْحَتِ السماء فهي تُصْحِي إِصْحاء، وهي مُصْحِيَة، وقد صَحَا السكران من سكره يَصْحُو صُحُوًّا فهو صاحٍ, وقد أَشْرَعْت باباً إلى الطريق، وقد أَشْرَعْت الرمح قبله، وقد شَرَعت لكم في الدين شريعه, وقد شَرَعت في هذا الأمر, وقد شَرَعت الدواب في الماء تَشْرَعُ شُرُوعًا, وقد أَزْجَجْت الرمح فهو مُزَجٌّ إذا عَمِلت، وقد زَجَجتُهُ أَزُجُّهُ، إذا طَعَنته بالزُّج, وقد أَنْصَلْت الرمح فهو مُنْصَل، إذا نزعت نصله، وقد نَصَّلتُهُ إذا ركبت عليه النَّصْل وهو السِّنَان, وكان يقال لرجب في الجاهلية مُنْصِل الأسنة، ومُنْصِل الأَلِّ؛ لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه ولا يغزون، ولا يغير بعضهم على بعض, قال الأعشى:

تداركه في مُنْصِلِ الألِّ بعدما ... مضى غير دَأْدَاء وقد كاد يعطب

الدَّأْدَاء: أخر ليالي الشهر, ويقال: قد أَوْعَيْت المتاع، إذا جعلته في الوِعَاء, وقد وَعَيت ما قلت لي، وَوَعَيْت العلم إذا حَفِظته, وقد أَحْمَأْت البئر، إذا أَلْقَيْت فيها الحَمَأَةَ، وحَمَأتُهَا، إذا نزعت حَمْأَتَهَا, وقد أَمْلَحْت القدر، إذا أكثرت مِلْحَهَا، وقد مَلَّحْتُهَا، إذا أَلْقَيْت فيها مِلْحًا بقدر, ويقال: قد أَغْفَيْت ولا يقال: أَغْفَوت, ويقال: قد أَشْرَطَ من إبله وغنمه، إذا أعد منها شيئاً للبيع, وقد أَشْرَطَ نفسه لكذا وكذا، أي أَعْلَمَها له وأعدها, قال الأصمعي: ومنه سمي الشُّرَط شُرَطًا؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم عَلَمًا يعرفون به, ومنه أَشْرَاط الساعة، أي علاماتها, قال أبو عبيدة: سموا شُرَطًا لأنهم أعدوا, وقد شَرَط له شَرْطًا, وقد شَرَط الحاجم يَشْرِطُ ويَشْرُطُ, وتقول: قد أَقْفَلَت الجند من مبعثهم، وقد قَفَلُوا هم يَقْفُلُون ويَقْفِلون، خفض ورفع، قُفُولاً وقَفَلاً, وقد أَقْفَلَه الصوم إذا أَيْبَسَه, ومنه قيل خيل قَوَافِلُ، أي ضَوَامِر, ويقال لما يبس من الشجر: القَفْل, قال أبو ذؤيب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015