قال: وليس في الكلام فَعَلَاء ممدودة مفتوح الفاء والعين إلا حرف واحد، وهو ابن ثَأَدَاء، وهي الأَمَة, وقد يقال: ثَأْدَاء بتسكين الهمزة, قال الكميت:
وما كنا بني الثَّأْدَاء حتى ... شفينا بالأسنة كل وِتْرِ
قال: وليس في ذوات الأربعة مَفْعِل بكسر العين إلا حرفان: مَأْقِيْ العين، ومَأْوِيْ الإبل، قال الفراء: سمعتها بالكسر، والكلام كله مَفْعَلُ، نحو رميته مَرْمَىْ، ودعوته مَدعَّى، وغزوته مَغْزَىْ, قال: وليس يأتي مَفْعُول من ذوات الثلاثة من ذوات الواو بالتمام إلا حرفان، وهو مِسْك مَدْوُوف، وثوب مَصْوُون، فإن هذين جاءا نادرين، والكلام مَصُون ومَدُوف, فأما ما كان من ذوات الياء فإنه يجيء بالنقصان والتمام، نحو طعام مَكِيل ومَكْيُول، ومَبِيَعْ ومَبْيُوع، وثوب مَخِيط ومَخْيُوط, فإذا قالوا مَخِيط بنوه على النقص لنقصان الياء في خِطْتُ، والياء في مَخِيط واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وإنما انكسر ما قبلها لسقوط الياء، فكسر ما قبلها ليعلم أن الساقط ياء, ومن قال مَخْيُوط أخرجه على التمام, قال: وليس في الكلام مُفْعُول مضموم الميم إلا مُغْرُود، لضرب من الكمأة، ومُغْفُور، واحد المغافرة، وهو شيء ينضحه العُرْفُطُ حلو كالناطف, وقد يقال: مُغْثُور بالثاء، وقد يقال فيه أيضاً مِغْثَرُ ومِغْفَرُ, ومِنْخُوْر للمَنْخَرِ، ومُعْلُوْق لواحد المَعَاليق، شبه بفُعْلُوْل, قال الأصمعي: وليس في الكلام فِعْلَلُ مكسور الفاء مفتوح اللام، إلا دِرْهَمُ، ورجل هِجْرَعُ للطويل المفرط الطول, وليس في الكلام فَعُول مما لام الفعل منه واو فتأتي في آخره واو مشددة وأصلها واوان إلا عَدُوٌّ، وفَلُوٌّ، ورجل لَهُوٌّ عن الخير، ورجل نَهُوٌّ عن المنكر, وحكى عن بعض أصحابه: ناقة رَغُوٌّ، أي كثيرة الرغاء، وشرب حَسُوًّا وحساء, وإذا كان المصدر مؤنثاً فإن العرب قد ترفع عينه، مثل المَقْبُرَة والمَقْدُرَة, ولا يأتي في المذكر مَفْعُل بضم العين، قال الكسائي: إلا حرفين جاءا نادرين لا يقاس عليهما، وهما قول الشاعر1:
ليوم رَوْع أو فعال مَكْرُمِ
وقول الآخر2: