ألهى، إذا سلوت عنه وتركت ذكره وأضربت عنه, وقد هَدَل القمري يَهْدِل هَدِيلاً, والهديل أيضاً: ذكر الحمام, وقد هَدِل البعير يَهْدَلُ هَدَلاً، إذا كان طويل المشفر، وذلك مما يمدح به، وهو مشفر هَدِلٌ, قال الراجز1:
بكل شَعْشَاع صهابي هَدِل
وقد غَزَلَتِ المرأة غزلها تغزِله غَزْلاً, وقد غَزِل الكلب يَغْزَلُ غَزَلاً، وهو أن يطلب الغَزَال حتى إذا أدركهُ وثقل من فرقه انصرف عنه ولهى منه, ويقال: قد ضَمَدتُ الجرح وغيره أَضْمِده ضَمْدًا, والضَّمْد أيضاً: رَطْبُ النبت ويابسه إذا اختلطا، يقال للإبل: هي تأكلُ من ضَمْد الوادي، أي من رطبه ويابسه, وقد أَضْمَدَ العرفج، إذا تجوفته الخوصة ولم تندر منه، أي كانت في جوفه, ويقال: قد ضَمِد عليه يَضْمَدُ ضَمَدًا، إذا أحن عليه, قال: وسمعت منتجعاً الكلابي وأبا مهدي يقولان: الضَّمَد الغابر من الحق، يقال لنا: عن بني فلان ضَمَد، أي غابر من حق، من معقلة أو دين, ويقال: سَرَب الفَحْل يَسْرُبُ سُرُوبًا، إذا توجه للرعي, قال: أنشد الأصمعي للتغلبي2:
وكل أناس قاربوا قيد فحلهم ... ونحن خلعنا قيده قهو سَارِبُ
وقد سَرِبَتْ المزادةُ تَسْرَبُ سَرَبًا، إذا خرج الماء من خرزها وهي جديد قبل أن تَسْتد الخرز, وقد قَمَرت الرجل أَقْمُرُه قَمْرًا، وأَقْمِرُ لغة وقد قَمِر الرجل يَقْمَرُ قَمَرًا، إذا لم يبصر في الثَّلْج, وقد قَمِرَتْ القربة تَقْمَرُ قَمَرًا، إذا دخل الماء بين الأدمة والبشرة، وهو شيء يصيبها من القَمَر كالاحتراقِ, ويقال: قد رَمَضت النَّصْل فأنا أَرْمُضُهُ رَمْضًا، وهو أن تجعله بين حجرين أملسين ثم تدقه لِيَرِقَّ, ويقال: نصل رَمِيض وشفرة رَمِيض، في معنى وَقِيع, ويقال: قد رَمَضت الشاة أَرْمِضُهَا رَمْضًا، وهو أن يوقد على الرَّضْف ثم تشق الشاة شقاً وعليها جلدها ثم تكسر ضلوعها من باطن؛ لتطمئن على الأرض وتحتها الرَّضْف وفوقها الملة قد أوقدوا عليها، فإذا نضجت فشروا جلدها ثم أكلوها, يقال: ارمِضْ لنا شاتَنَا هذه، وهو لحم مَرْمُوض، ووجدت مَرْمَضَ شاة اليوم، للموضع الذي تُرْمَضُ فيه, ويقال: رَمِض الرجل يَرْمَضُ رَمَضًا.