يُرَقِّيءُ الدم, ويقال: لا تسبوا الإبل, فإنها رَقُوء الدم، أي تُغَطِّي في الديات, فَتُحقن بها الدماء, وقد رَقَا يَرْقِيْ من الرُّقيَةِ رُقْيًا, أبو محمد قال: أخبرني الطوسي عن أبي عبد الله قال: يقال: كيف رَقْيُك, وقد رَقِيَ في الدرجة يَرْقَى رُقيًا, وقد نَكَأتُ القرحة أنكؤها نَكْأ، إذا قرفتها, وقد نَكَيتُ في العدو أَنْكَى نِكَايَة، إذا قتلت فيهم وجرحت, وقد سَبَأتُ الخمر أَسْبَؤُها سَبْأ ومَسْبَأَ, والسِّبَاء الاسم، إذا اشتريتها, لتشربها, وأنشد:
يغلو بأيدي التجار مَسْبَؤُها1
وقد سَبَيت العدو أَسْبِيْهِمْ سَبْيًا, وقد جَبَأت عنه أَجْبَأُ جَبْأً وجُبُوءًا، إذا نَكَصت عنه, وقد جَبَيتُ الخراج أَجْبِيْه جِبَايَة, وقد رَفَأت الثوب أَرْفُؤُه رَفْأ, وقولهم: بالرِّفَاء والبنين، أي بالالتِئَام والاجتماع، وأصلُه الهمزُ، وإن شئت كان معناه بالسكون والطمأنينة, ويكون أصله غير الهمز, يقال: رَفَوت الرجل إذا سَكنته، قال الذلي2:
رَفَونِيْ وقالوا: يا خُويلد لا تُرَع فقلتُ وأنكرتُ الوجُوه: همُ همُ
ويقال: قد زَنَّأ عليه، إذا ضَيَّق عليه, والزَّنَاء: الضيق, قال أبو يوسف: وأنشدني ابن الأعرابي3:
لاهُمَّ إن الحارث بن جبله ... زَنَّا على أبيه ثم قتله
ورَكِب الشادخة المحجله ... وكان في جاراته لا عَهْد لَهْ
فأي أمرٍ سيءٍ لا فَعَله
قوله: وركب الشادخة المحجله أي ركب فَعْلَة قبيحة مشهورة, ويقال: قد شَدَخَتْ الغُرةُ، إذا اتسعت في الوجه, كان أصلُه زَنَّأ على أبيه بالهمز، فتركه للضرورة, وقد زَنَّاه من التزنية, يقال: قد زَنَأ يَزْنَأُ زَنَأً إذا صعد في الجبل, وقد زَنَا يَزْنِيْ من الزِّنَاء، قالت امرأة من العرب وهي ترقص بنياً لها:
أشبهْ أبا أمك أو أشبه عمل ... ولا تكونن كَهَلوف وكل
يصبح في مضجعه قد انجدل ... وارق إلى الخيرات زَنْأً في الجبل