برك بعض المساجد أو المدارس، ويا ليتهم يتخذون السروال أو القميص أو بعض الخرق سترًا، ولكنهم يغتسلون عراة الأجسام وهم فوج بعد فوج وزمرة بعد زمرة ويطول بينهم الخصام على بعض الأمور وأحيانًا يتلاكمون ويتضاربون فيجب على قيم الجامع أو المدرسة منع هؤلاء من هذه العادة القبيحة ولا يخفى أن اغتسالهم بهذه الكيفية من الأمور المسترذلة حتى في الأنهر التي جرت عادتهم بالذهاب إليها أيضًا لهذه الغاية ومع ذلك ففي فعلهم هذا من الأخطار ما لا تحصى وقائعه فكم سمع أن فلانًا الصغير فقده أهله ثم وجدوه في النهر ميتًا مختنقًا حيث إنه لا يحسن السباحة أو لا يقوى على مصادمة الماء فيجب على أولياء هؤلاء أن يضربوا على أيديهم ويقوموا على تأديبهم لئلا يجنوا منهم سم سوء الأخلاق.
6- خطيئة البزاق في المساجد:
كثيرًا ما يتراءى للواقف على حافات البرك "البحرات" في المسجد بصاق أو مخاط في جوانبها من قبل جهلة المتوضئين مما تستقذره الأنفس، وهذه الخطيئة من السيئات التي لا تكفر إلا بإزالتها. روى الشيخان وغيرهما عن أنس رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها" وفي حديث أبي ذر عند مسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ووجدت في مساوئ أعمال أمتي النخاعة تكون في المسجد لا تدفن" قال القرطبي: فلم يثبت لها حكم السيئة لمجرد إيقاعها في المسجد بل به وبتركها غير مدفونة، وروى سعيد بن منصور عن أبي عبيدة بن الجراح أنه تنخم في المسجد ليلة فنسي أن يدفنها حتى رجع إلى منزلة فأخذ شعلة من نار ثم جاء فطلبها حتى دفنها ثم قال: الحمد لله الذي لم يكتب على خطيئة الليلة. قال: فدل على أن الخطيئة تختص بمن تركها وعلة النهي ترشد إليه وهي تأذي المؤمن بها.