أولها أن يعتقد أنه بيت الله وأن داخله زائر لله فيقصد به زيارة مولاه رجاء لما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "من قعد في المسحد فقد زار الله تعالى: وحق على المزور إكرام زائره" 1.

وثانيها أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة فيكون في جملة انتظاره في الصلاة وهو معنى قوله تعالى: {وَرَابِطُوا} .

وثالثها الترهب بكف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات، فإن الاعتكاف كف وهو في معنى الصوف وهو نوع ترهب وفي حديث: "رهبانية أمتي القعود في المساجد"2.

ورابعها عكوف الهم على الله ولزوم السر للفكر في الآخرة ودفع الشواغل الصارفة عنه بالاعتزال إلى المسجد.

وخامسها التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكره وللتذكر به.

وسادسها أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر إذ المسجد لا يخلو عمن يسيء في صلاته أو يتعاطى ما لا يحل له فيأمره بالمعروف ويرشده إلى الدين فيكون شريكًا معه في خيره الذي يعلم منه فتتضاعف خيراته.

وسابعها أن يستفيد أخًا في الله فإن ذلك غنيمة وذخيرة للدار الآخرة والمسجد معشش أهل الدين المحبين لله وفي الله.

وثامنها أن يترك الذنوب حياء من الله تعالى وحياء من أن يتعاطى في بيت الله ما يقتضي هتك الحرمة. وقد قال الحسن بن علي رضي الله عنهما. "من أدمن الاختلاف إلى المسجد رزقه الله إحدى سبع خصال: أخًا مستفادًا في الله أو رحمة مستنزلة أو علمًا مستظرفًا أو كلمة تدل على هدى أو تصرفه عن ردى أو يترك الذنوب خشية أو حياء فهذا طريق تكثير النيات، وقس به سائر الطاعات والمباحات؛ إذ ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخبر وتشمره له وتفكره في فبهذا تزكوا الأعمال وتتضاعف الحسنات. ا. هـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015