جاء شيخنا رحمه الله ليُظْهِرَ للجميع بالدليل العِلمي العملي أن الحق
واحد في أقوال العلماء، وأنه يجب على المسلم أن يدور مع الدليل حيث دار
- مع التزام التقدير والاحترام لجميع الأئمة الأخيار -، آتياً بمقدمة ماتعة،
وطليعة رائعة، مستنيراً بأقوال الأئمة المتبوعين ذوي الألباب، في وجوب
التزام هذا الطريق السديد، والسبيل الفريد، والمنهج الرشيد، لا كحال أولئك
المتمذهبين الجامدين، المقدِّمين قولَ إمامهم على قول إمام الأئمة الربانيين،
{وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} !
سار الشيخ رحمه الله على هذا المنهج العلمي المتين في جميع كتبه
ومؤلفاته؛ وبخاصةٍ في هذا الكتاب، وهو يُعلِّمُ الناسَ كيفية صلاة نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- فما أكثرَ من يجهلها! - ويربطهم بشخصه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهديهِ؛ فقد بيَّن لهم - بما
صحَّ -، ما لا مجال فيه للجدال والنقاش، فانقطع العذر عن كل أحد في ترك
سُنَّة أُثبتت في هذا الكتاب، وظهرتْ ظهورَ الشمس في رائعة النهار.
ولقد كان من فضل الله تعالى أن وفَّقَ الشيخَ رحمه الله لإتمام هذا الكتاب
النافع، حيث إنه من أوائل ما كتب، وقد انتهى من تأليفه سنة 1366 هـ
- كما جاء في خاتمة الكتاب -، وله من العمر حينئذٍ ثلاث وثلاثون سنةً
تقريباً. أي: منذ ما يزيدُ عن نصفِ قرنٍ من الزمان.
وصفحات مخطوطة الكتاب جيدة بصورة عامة، إلا بعضَ المجموعات في
أوَّلها - وهي من النوع الشفَّاف -؛ فهي تالفةُ الأطراف جدّاً، لا سيما المقدمة؛
لكنْ - بفضل الله تعالى -، وجدنا الشيخ رحمه الله قد بيَّضها بخطه الواضح
الجميل، وزاد عليها، وهي نفسها التي جعلها مقدمة كتابه المعروف " صفة
صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (?) .