وهذه الطرر كانت له [للجنوي] على الزرقاني، والحطاب، والمواق، والشيخ مصطفى الرماضي، والشيخ بناني، فلخصها الرهوني في حاشيته المذكورة ... ، فقد أجاد فيها كل الإجادة، وزاد على شيخيه المذكورين كثيراً فأحسن الإفادة، وسلك في التحقيق طريقاً صريحاً، ومهيعاً صحيحاً، ينقل كلام المتقدمين الذي هو الأصل بلفظه، مما دل على نشاطه في الاطلاع، وثقوب حفظه، وبسبب ذلك فضح أغلاطاً كثيرة وقعت لمن قبله في الاختصار والتلخيص، أفسدوا بها كلام المتقدمين، وغيروا الفقه عن مواضعه، فهي مما ادخره للمتأخرين، فكانت حجة على المتقدمين، فجزاه الله خيراً عن عمله، وحرية فكره، ووضح طريق نقده.
وأعانه على ذلك ما عثر عليه من الكتب المهمة في المذهب التي لم يظفر بها الأجاهرة (?)، ولا من ناقشهم كالرماصي، وبناني، والتاودي، وأمثالهم، غير أن الحاشية طالت ... ن لكونها تجلب في المعارك الكبرى نصوص المتقدمين بالحرف الواحد ... " (?).