(المعونة)، كما يختلف تماماً عن منهجه في التلقين، فالإسهاب والتفصيل في المعونة يقابله في الإشراف تحرير للمسائل التي يجري فيها الخلاف بين المذاهب، ذاكراً رأي المالكية من غير تعرض لاختلاف الأقوال، ثم يعقب بآراء من خالف المالكية وما بنو عليه مخالفتهم. وبعد ذلك يعرض لأدلة المالكية نصاً كانت، أو استنباطاً وقياساً، كل ذلك في اختصار مركز غير مخل بالفحوى والمقصود. فلعل المؤلف قصد بهذا الكتاب أن يكون حلقة وصل بين التلقين والمعونة.
4 - شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وهو شرح "سلك فيه مسلك الإسهاب" (?) "في نحو ألف ورقة" (?). وهذا الكتاب كان مفتاح شهرة القاضي عبد الوهاب في أوساط علماء المدرسة القيروانية ومصر لما للرسالة عندهم من تقدير عظيم، فـ"الحظوة التي نالها عبد الوهاب بمصر إنما كانت بفضل شرحه للرسالة التي كان للمصريين شغف بها" (?). وقد بلغ من إعجاب المالكية بهذا الشرح أن أول نسخة منه بيعت "بمائة مثقال ذهباً" (?). وهو ثمن ضخم لكتاب حتى بمقاييس عصرنا الحاضر.