ومضموناً عما آل إليه الوضع في العصور المتأخرة" (?)، ومن ثم ينبغي أن لا ينطلق بنا العنان فنتخيل تلك المؤلفات المختصرة - اسماً لا مسمى - كراسات صغيرة، تجمع نقاطاً رئيسة مركزة، أو بتعبير آخر "تذكرة لرؤوس المسائل، ينتفع بها المنتهي للاستحضار، وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء؛ لسرعة هجومهم على المعاني من العبارات الدقيقة" (?)؛ إذ المختصرات في هذه المرحلة تهذيب، وتنقيح، وتنظيم، وترتيب للمادة الفقهية، فكتاب التفريغ مثلاً؛ عرف بالمختصر، وهو في الحقيقة من "المختصرات الجامعة التي تتناول عدداً ضخماً من المسائل المندرجة تحت أبواب الفقه كلها بصورة شاملة، وبصيغة موجزة" (?). ولعل تسمية مثل هذا التهذيب مع شموله واتساعه اختصاراً إنما هو بالنسبة للدواوين التي سبقته، والتي كانت تضم الكثير والكثير من السماعات، والروايات، والأقوال المترادفة والمتعارضة أحياناً (?).

في ضوء ما تقدم يمكن أن يقال: إن منهج التأليف في هذه الفترة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015