أُعْطِىَ رِقَّ الْحُسْنِ مِلْكاً فَما ... أَصْبَحَ عَنْهُ أَحَدٌ يَدْفُعهُ

فِي خَدِّهِ مِنْ صُدْغِهِ عَقْرَبٌ ... تَلْسَعُ مَنْ شاءَ وَلاَ تَلْسَعُهُ

حدثني عون بن محمد الكندي قال كانت بين عبد الله بن محمد الأمين وبين أبي نهشل بن حميد مودة، فاعترض عبد الله جارية مغنية من بعض نساء بني هاشم، وأعطى بها مالاً عظيماً، فعرفت منه رغبة فيها فزادوا عليه في السوم، فتركها ليكسرهم.

فجاء أخ لأبي نهشل فاشتراها وزاد، فتتبعتها نفس عبد الله فسأل أبا نهشل أن يسأل أخاه النزول عنها، فسأله ذلك فوعده ثم تأخر ذلك، فكتب عبد الله إلى أبي نهشل

يا ابْنَ حُمَيْدٍ يا أَبا نَهْشَلٍ ... مِفْتاحَ بابِ الحَدثِ الُمْقَفلِ

يا أَكْرَمَ النَّاسِ وِداداً وَيا ... أَرْعاُهُم لِحَقِّ ضائِع مُهْمَلِ

أَحْسَنْتَ فِي ذاكَ وَأَجْمَلْتَ بَلْ ... جُزْتَ فَعالَ الُمْحِسنِ الُمْجمِلِ

بَيْتُكَ فِي ذِي يَمَنٍ شامِخٌ ... تَقْصُرُ عَنْهُ قُنَّتا يَذْبُلِ

خَلَّفْتَ فِينا حاتِماً ذَا النَّدَى ... وَجُدْتَ جَوْدَ الْعارِضِ المْسِبلِ

أَيَّ أَخٍ أَنْتَ لَدَي وَجِدْهِ ... تَرَكْتَهُ بالعَرِّ فِي جَحْفَلِ

نُجومُ حَظِّي مِنْكَ مَسْعُودَةٌ ... فِيما أُرَجِّى لَيْسَ بِاْلأُفَّلِ

فَصَدِّقِ الظَّنَّ بِمِا قُلْتَهُ ... وَسَهِّلِ اْلأَمْرَ بِهِ يْسْهِلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015