ومَشَى السُّقْمُ بَيْنَ أَحْشاَي حَتَّى ... صَارَ بَعْضى للُّسْقمِ يَرْحَمُ بَعْضى
قُلْتُ والْغُمْضُ قَدْ تَمَنَّعَ وَاللَّي ... لُ مُقيِمٌ ما إنْ يِهَمُّ بِنَهْضِ
أَيُّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ يا رَبِّ حتَّى ... حَلَّ غُمْضُ الْوَرَى وَحُرِّمَ غُمْضِى
وقال، وفيه لحن طريقته في الهزج:
زُهِيتَ فِي حُسْنِكَ يا زاهِي ... فَحَبْلُ وَصْلىِ خَلَقٌ واهِى
أَنْتَ إذا أَقْبَلْتَ فِي مَوْكِبِ ... شُغْلٌ لأَبصارِ وَأَفْواهِ
سَهَوْتَ عَنِّي حِينَ أَذْكَرتَنِي ... حُبَّكَ ما الذَّاكِرُ كالسَّاهِى
بُلِيتُ مِن حَيِنْي بِذِى قَسْوَةٍ ... مُسْتَصْعَبِ الجْانِبِ تَيَّاهِ
وَاللهِ ما أَصْغَيْتُ ضَنّاً ِبِه ... لآِمرٍ فِيِه وَلا ناهِ
عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّد اْلأَمين
ظريف أديب، ويكنى أبا محمد، قليل الشعر جداً، لم يمر فيمن ذكرناه أقل شعراً منه، وكان ينادم الواثق، وكانت له ضيعة تعرف بالعمرية، فأقام بها أياماً، فكتب إليه أبو نهشل بن حميد، وكان صديقه:
سَقَى اللهُ بِاْلعُمَرِيَّة الْغَيْثَ مَنْزِلاً ... حَلَلْتَ بِهِ يا مُؤْنِسِي وَأَميِرِي
فَأَنْتَ الذَّيِ لا يَخْلَقُ الدَّهْرَ ذِكْرُهُوَأَنْتَ أَخِي حَقّاً وَأَنْتَ سُرُورِي