حدثنا عون بن محمد قال سمعت هبة الله يقول مات أبو عيسى ابن الرشيد سنة تسع ومائتين، وصلى عليه المأمون، ونزل في قبره وامتنع من الطعام أياما حتى خاف أن يضر ذلك به.
حدثنا عبد الله بن الحسين القطربلى قال حدثنا عمر بن شبة قال وجد المأمون على أخيه أبي أيوب فجفاه، ثم كلم فيه فرضى عنه، ولم يدع به، فعمل شعراً وصاغ فيه لحنا في طريقة خفيف ثقيل الأول، وطرحه على من غنى به المأمون:
لَمَّا غَضِبْتَ حَرَمْتَنِي وَجَفَوْتَني ... فَقَرَعْتُ سِّنِي عْنَد ذاكَ نَداَمةً
وَزَعَمْت أَنَّكَ قَدْ رَضِيتَ فَسَيِّدي ... أَرِني عَلىَ الرِّضْوانِ منْكَ عَلاَمَةً
فلما غنى به المأمون سأل عن الشعر فأخبره فأعجبه، وأحضر أبا أيوب ورضى عنه.
يا إمامَ الْعَدْل طالْت غَيْبَتِي ... عَنْكَ فالَحاِسدُ مَبْسوطُ اللِّسانِ
عِاقِب المُذْنِبَ إنْ شِئْتَ وَلاَ ... تُلْقِهِ باِلْهَجْرِ فِي بَحْرِ هَوانِ