لو عرفت فضل الحسن لتجنبت القبيح، وأنا وإياك كما قال زهير
وَذِيَ خَطَلٍ فِي اْلقَوْلِ يَحْسِبُ أَنَّهُمُصِيبٌ فَما يَلْمُمْ بِهِ فَهُوَ قائُلِهْ
عَبَأْتُ لَهُ حِلِمْي وَأَكْرمْتُ غَيْرَهُ ... وَأَعْرضْتُ عَنْهُ وَهُوَ بادٍ مَقاِتلُهْ
وإن من إحسان الله إلينا وإساءتك إلى نفسك، أنا صفحنا عما أمكننا، وتناولت ما أعجزك، فله الحمد كما هو أهله.
وفصل له
لم يبق لنا بعد هذا الجنس شيء نمد أعيننا إليه إلا الله الذي هو الرجاء قبله ومعه وبعده.
فصل له
أما الصبر فمصير كل ذي مصيبة، غير الحازم يقدم ذلك عند اللوعة طلبا للمثوبة، والعاجز يؤخر ذلك إلى السلوة. فيكون مغبونا نصيب الصابرين. ولو أن الثواب الذي جعل الله لنا على الصبر كان على الجزع لكان ذلك أثقل علينا، لأن جزع الإنسان قليل وصبره طويل، والصبر في أوانه أيسر مؤونة من الجزع بعد السلوة. ومع هذا فان سبيلنا من أنفسنا على ما ملكنا الله منها إن لا نقول ولا نفعل ما كان الله مسخطا، فأما ما يملكه الله من حسن عزاء النفس، فلا نملكه من أنفسنا.