عبد الله لوصية علي به أحب إلى سليمان أبي من أخيه، صالح بن علي وهو لأمه وأبيه.
حدثني عمرو بن تركي القاضي قال حدثنا القحذمي عن أبيه قال وفد على علي بن عبد الله رجل من ولد الخطاب بن عبد مناف، فقال له إن الوليد بن عبد الملك شديد العلة، فتمثل على بن عبد الله بقول يزيد بن الصعق الكلابي:
أَوَارِدَةٌ عُلْيا عُكاظٍ تُصلُّهِا ... فِراسٌ وَلمَّا فَوْقَها الصَّاعُ مُهْوَعا
فقال له الرجل لئن مضى للجبلين أهله دما، قال فلما قتل عبد الله ابن علي من قتل روى له هذا الخبر، فأنشد البيت الذي تمثل به أبوه فقال عبد الله بنحو ذلك:
وَرَدْنا دِماءً مِنْ أُمَيَّة عَذْبَةً ... وَكِلْنا لهَا فِي الْقَتْلِ بِالصَّاعِ أصْوُعا
وَما فِي كَثِيرٍ مِنْهُمُ لِقَتِيلنِا ... وَفاءٌ وَلَكِنْ كَيْف بِالثَّأْرِ أَجْمَعا
إذا أَنْتَ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى الشَّرِّ كُلِّهِوَأَعْطَيْتَ بَعْضاً فَلْيَكُنْ لَكَ مَقْنَعا
رَعَيْنا نُفوساً مِنْهُمُ بِسُيوفِنا ... وَصاحَ بِهِمْ داعِي الْفَناءِ فَأَسْمَعا
قَضَيْنا بِهِم دَيْناً وَزِدْنا عَلَيِهْمُكما زَادَ بَعْدَ الْقَرْضِ منْ قَدْ تَطَوَّعا
وَكانَ لَهُمْ مِنْ باطِلِ المُلْكِ عِارضٌفَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ حَقّاً تَقَشَّعا
فَلَيْت عَلِىُّ الْخَيْرِ شاهِدَ أَسْهُمٍأَصابَتْهُمُ لَمْ يُبْقِ فِي الْقَوْسِ مَنْزَعا