قاَلتْ أماَمُة شِبْتَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ ... شَيْباً وَشابَ أُمامَةُ الأَتْرابُ
وهذا معنى مليح، يقول وقد شبت أنت أيضاً، ومثله لكعب بن زهير وهو أوضح من هذا:
ألاَ بَكَرَتْ عِرْسِي تَلُومُ وَتَعْذِلُ ... وَغْيرَ الذَّيِ قالَتْ أَعَفُّ وَأَجْمَلُ
أُرِيتُ مِنْ الشَّيِب الْعَجيِب الذَّي رَأَتْفَهَلْ أَنْتِ مِنِّي وَيْبَ عَيْرِكِ أَمْثَلُ
كِلانا عَلَتْهُ كَبْرَةٌ فَكَأَنَّما ... رَمَتْهُ سِهاٌم فِي الْمَفارِقِ نُصَّلُ
يقول نحن وإن شبنا على أمرنا في اللهو والبطالة، فكأن سهام الشيب نصل لا زجاج عليها، حين أصابتنا فلم تغن شيئاً. فأخذها أبو نواس فقال وخلط:
خَلَقَ الشَّبابُ وَشرَّتِي لَمْ تَخْلَقِ ... وَرُميِتُ مِنْ عِوَضِ الشَّبابِ بأَفْوقِ
وليس من ذاك لأنه يقول رميت بسهم في اللهو مكسور الفوق لأني شيخ. يقال خلق الثوب يَخْلَق وَأَخْلَقَ يُخْلِقُ ومن مليح ما يشبه هذا ما حدثني به الحسن البلعي عن أبي حاتم السجستاني قال قرأت على الأصمعي شعر حسان ومرت قصيدته:
مَنَعَ النَّوْمَ بالِعْشاءِ الْهُمُومُ
إلى أن بلغت:
لَمْ تَفُقْها شَمْسُ النَّهار بِشَيْءٍ ... غَيْرَ أَنَّ الشَّبابَ لَيْسَ يَدْومُ
فقال الأصمعي: آه، أخبر والله أنها كبيرة!