مهدى، قالا: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال:
«كان النّبىّ صلى الله عليه وسلم يعجبه الدّبّاء، فأتى بطعام، أو دعى له. فجعلت أتتبّعه، أضعه بين يديه لما أعلم أنّه يحبّه».
154 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حفص بن غياث، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه، قال:
«دخلت على النّبىّ صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده دبّاء يقطّع. فقلت: ما هذا؟ قال: نكثّر به طعامنا».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
له ما فيه من زيادة العقل والرطوبة المعتدلة، وما كان يلحظه من السر الذى أودعه الله فيه إذ خصه بالإنبات على أخيه يونس عليه السلام حتى وقاه وتربى فى ظله، فكان له كالأم الحاضنة لفرخها. (أو) شك من أحد رواته لكن ظاهر السياق أنه من أنس.
(أتتبعه) فيه أن الطعام إذا اختلفت أنواعه يجوز مد اليد إلى ما لا يليه وأنه يجوز للضيفان أن يناول بعضهم بعضا ومحل ذلك عندنا إن لم يخص بعضهم بنوع أعلى، وإلا لم يجز لغيره مد يده إليه، ولا لمن خص به أن يناول شيئا لمن لم يخص أما من خص بالأسفل فما له أن يناول منه من خص عملا بالقرائن المحكمة فى مثل ذلك (لما أعلم) أى أعطى أو للذى أعلمه.
154 - (غياث) بمعجمة مكسورة فتحتية ثم مثلثة. (يقطع) بالبناء للمفعول مع التضعيف. (نكثر) بالنون والتضعيف أيضا هذا ما فى كثير من الأصول وفى بعضها نقطع بالبناء للمفعول من القطع ويكثر مسند إلى. (طعامنا) فيه أن الاعتناء بأمر الطبخ وما يصلحه لا ينافى الزهد. (ما هذا) أى ما فائدته لا حقيقته وإن كان الأصل فى ما لأنه لا يجهل حقيقته، ويجر فيبنى للفاعل أو المفعول فيه انتهى، وليس فى محله، لأنه يحتمل أن حال أبى أسيد مشهور، فاكتفى عن ذلك فيه لشهرته أو أنه حفظ ذلك فى هذا دون ذلك فبين ما عرفه وسكت عما لا يعرفه.