فقيل له: هل كانت لكم مناخل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: ما كانت لنا مناخل.
فقيل له: كيف كنتم تصنعون بالشّعير؟
فقال: كنّا ننفخه، فيطير منه ما طار، ثمّ نعجنه».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
روحه يتأهل للقاء ربه ورؤيته وأجاب بعضهم عن هذه الغاية بما يتعجب منه (?). (بالشعير) أى بدقيقه مع ما فيه من النخالة وغيرها، وفى هذا تركه صلى الله عليه وسلم التكلف والاعتناء بشأن الطعام فإنه لا يعتنى به إلا أهل الحماقة والغفلة والبطالة، روى البخارى عن سهل نحو رواية المصنف، وفى رواية له عنه أيضا: «ما رأى النبى صلى الله عليه وسلم منخلا من حين بعثه الله حتى قبضه الله» (?)، وقال بعض المحققين: أظنه احترز عما قبل البعثة لكونه صلى الله عليه وسلم كان يسافر تلك المدة إلى الشام تاجرا، وكانت الشام إذ ذاك مع الروم، والخبز النّقى عندهم كثير، وكذا المناخل وغيرها من آلات الترفه ولا ريب أنه رأى ذلك عندهم، وأما بعد البعثة فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة ووصل تبوك من أطراف الشام لكن لم يفتحها ولا طالت إقامته بها انتهى. وروى البزار بسند ضعيف: «قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه» (?) وحكى البزار عن بعض أهل العلم، وصاحب النهاية عن الأوزاعى أنه تصغير الأرغفة، وهذا أولى من خبر الديلمى: «صغروا الخبز، وأكثروا عدده يبارك لكم فيه» (?) فإنه واه، ومن ثمة ذكره ابن الجوزى فى الموضوعات، ومن خبر: «البركة فى صغر القرص» فإنه كذب كما نقل عن النسائى.