114 - حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبى بردة، عن أبيه، قال:
«أخرجت لنا عائشة رضى الله عنها كساء ملبّدا وإزارا غليظا. فقالت: قبض روح رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذين».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(باب ما جاء فى صفة إزاره صلى الله عليه وسلم)
فى القاموس: الإزار الملحفة، ويقال: ائتزر به وتأزر لا أتزر، وقد جاء فى بعض الأحاديث ولعله تحريف الرواة، انتهى (?)، وقوله: «لعله» فيه نظر لأنا لو فتحنا هذا الباب، أو جوّزنا الرواية بالمعنى، لم نثق بمروى قط، فالصواب: أن هذه الرواية تفيد أن ذلك لغة صحيحة، وإن كانت شاذة قياسا.
114 - (كساء) هو ما يستر أعلى البدن ضد الإزار، ويكون مفردا، وجمعه كسوة بالضم والكسر بمعنى الثوب. (ملبدا) أى: مرفقا، وقيل: هو ما ثخن وسطه حتى صار يشبه اللبد وأصل ذلك قول ثعلب: يقال لرقعة القميص لبدة، وقول غيره: هى التى خيط بعضها على بعض حتى يتراكب ويجتمع (غليظا) أى: خشنا فى هذين أى: فهما مع ما فيهما من الخشونة والرثاثة أيام كمال عزه، واستيلائه على أكثر أهل الأرض، وقهره لأعدائه، وإقبال الدنيا عليه بحذافيرها، ومع ذلك كله لم يلتفت لزخارفها، ولا لمتاعها، إيثارا للباقى على الفانى، وحملا للكمل من أمته على التأسى به سيما أواخر عمرهم فى مبادئ هذا المقام الصعب الذى لا يصل كماله إلا هو صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث أخرجه البخارى أيضا، وفى رواية: «إزارا غليظا مما يصنع باليمن، وكساء من هذه التى