غفور لذنوب عباده أي يسترها ويتجاوز عنها لأنه إذا سترها فقد صفح عنها وعفا وتجاوز وكذلك الله غفور لعباده والمعنى غفور لذنوب عباده.
وغفور كما ذكرت لك من أبنية المبالغة فالله عز وجل غفور لأنه يفعل ذلك لعباده مرة بعد مرة إلى ما لا يحصى فجاءت هذه الصفة على أبنية المبالغة لذلك، وهو متعلق بالمفعول لأنه لا يقع الستر إلا بمستور يستر ويغطى، وليست من أوصاف المبالغة في الذات إنما هي من أوصاف المبالغة في الفعل.
ويقال: «غفرت الشيء» إذا غطيته وكذلك أغفر من كذا أي أستر منه، وغفر الخز والصوف: ما علا فوق الثوب كالزئبر سمي بذلك لأنه يستر الثوب ونحو من هذا قولهم: اللهم تغمدنا برحمتك أي ألبسنا إياها. ومنه قيل غمد السيف لأنه يغمد فيه أي يدخل فيه.
قال أبو إسحاق الزجاج: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الغفر: شعر صغار دون الكبار، وريش دون الريش الكبار، وإنما سمي غفرًا لأنه هو الذي يغطي الجلد. والغفر: كوكب من منازل القمر، إما أن يكون سمي بذلك لأنه خفي أو لأنه يغطي ما سواه مما يقاربه.
والغفر: النكس من المرض، يقال: صلح فلان من مرضه ثم غفر أي نكس. واختلف الناس في هذا البيت وأنشده أبو عبيدة لجميل وأنشده ابن الأعرابي للمرار وهو قوله:
خليلي إن الدار غفر لذي الهوى ... كما يغفر المحموم أو صاحب الكلم