يقبل التوبة عن عباده}، وقال: {غافر الذنب وقابل التوب}. فالله تعالى يقبل توبة عباده.
و «فعال» من أبنية المبالغة مثل ضراب للكثير الضرب، وقتال للكثير القتل كما قال الشاعر:
أخا الحرب لباسًا إليها جلالها ... وليس بولاج الخوالف أعقلا
فجاء تواب على أبنية المبالغة لقبوله توبة عباده وتكرير الفعل منهم دفعة بعد دفعة، وواحدًا بعد واحد على طول الزمان وقبوله عز وجل ممن يشاء أن يقبل منه، فلذلك جاء على أبنية المبالغة، فالعبد يتوب إلى الله عز وجل ويقلع عن ذنوبه والله يتوب عليه أي يقبل توبته، فالعبد تائب والله تواب.
فإن قال قائل أفيجوز أن يقال: الله عز وجل تائب على عباده أي يقبل توبتهم كما قيل له عز وجل تواب؟
قيل له: ليس لنا أن نطلق على الله عز وجل من الصفات إلا ما أطلقه جماعة المسلمين وجاء في الكتاب وإن كان في اللغة محتملاً.
وقد قال الله عز وجل: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار}. وقال في موضع آخر {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} فقد جاء الفعل منه على فعل يفعل