إبداءً، ويقال: «بدئ بالرجل فهو مبدوء به»: إذا أخذه الجدري أو الحصبة.

فأما في الظهور فإنه يقال: «بدا الشيء يبدو»: إذا ظهر، بغير همز، فهو بادٍ. هذا مثل: قاضٍ، ورامٍ، وابداه غيره - غير مهموز ... يبديه إبداءً والفاعل مبد والمفعول مبدي: أي مظهر، كل ذلك غير مهموز. وقد قرأت القراء {بادي الرأي} بغير همز «وبادئ الرأي» بالمهمز، فمن همز أراد ابتداء الرأي وأوله، ومن لم يهمز أراد: في ظاهر الرأي وما يبدو.

ويقال: خرج الرجل يبدو: إذا خرج إلى البدو. والبداوة: حضور البدو، والحضارة: الكون في الحضر. وينشد للقطامي:

فمن تكن الحضارة أعجبته ... فأي رجال بادية ترانا

ويقال للأعرابي إذا ترك البدو وأتى الحضر: هاجر فهو مهاجر. قال سيبويه: «أطيب ما تكون البداوة شهري ربيع وشهرًا ربيع» بالنصب والرفع، فمن نصب ذهب إلى الظرف، والتقدير: «في شهري ربيع»، ومن رفع فتقديره: «أطيب ما تكون البداوة بداوة شهري ربيع» فحذف وأقام المضاف إليه مقام المضاف لأنه ليس فيه.

ومن البدو في معنى الظهور مسألة المازني للجرمي حين قال في مجلسه: من سألني عن بيت شعر من جميع ما قالته العرب لا أعرفه فله علي سبق. فقال له المازني: كيف تروي هذا البيت؟

قد كن يخبأن الوجوه تسترًا ... فالآن حين بدون للنظار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015