ويعجبني الفتى وأظن خيرًا ... فأكشف منه عن رجل لئيم
يقابل بعضهم بعضا فأضحوا ... بني أبوين قدا من أديم
وطاف الناس بالحسن بن سهل ... طوافهم بزمزم والحطيم
وقالوا: سيد يعطي جزيلا ... ويفرج كربة الرجل الكظيم
فقلت: مضى بذم القوم شعري ... وقد يؤتي البري من السقيم
وما خبر ترجمه ظنون ... بأشفى من معاينة الحليم
فإن يك ما ينشر عنه حقًا ... رجعت بأهبة الرجل المقيم
وإن يك غير ذاك حمدت رأيي ... وزال الشك عن رجل حكيم
فأمر له بعشرين ألف درهم، فلما قبضها رمى بالعصا وأنشأ يقول:
وأغني الله بالحسن بن سهل ... فألقيت العصا وحططت رحلي
كأن الله وكله قيامًا ... بحاجة معشر وبجمع شمل
فأنت الدين والدنيا جميعًا ... وأنت الناس وحدك يا ابن سهل
الله عز وجل حق وكل معبود دونه باطل، والحق: نقيض الباطل، ويقال حق الشيء يحق حقًا: تأويله وجب يجب وجوبًا، فالله عز وجل حق وكل شيء من عنده حق وكل ما عاد إليه حق، وكل ما أمر به ونهي عنه حق على العباد امتثاله أي واجب ذلك عليهم فالله الحق أي هو الحق وما عبد دونه باطل، والله عز وجل الحق أي ذو الحق في أمره، ونهيه، ووعده، ووعيده، وجميع ما أنزله على لسان رسله وأنبيائه والحقيقة: ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه، تقول: «بلغت حقيقة هذا الأمر» أي بلغت حقه أي يقين شأنه، وحقيقة الرجل: ما يلزمه الدفاع عنه من أهل ومال