هذا الباب مضطرد على هذا غير منكسر، ولكن ورث يرث مما جاء على فعل يفعل بكسر العين في الماضي والمستقبل والباب المطرد في ذلك أن ما جاء ماضيه على فعل بكسر العين فإن مستقبله يجيء أبدًا على يفعل بفتح العين نحو علم يعلم، وفهم يفهم، وبطر يبطر، وأشر ياشر لا ينكسر ذلك البتة إلا في إثني عشر فعلاً، جاء بالكسر في الماضي والمستقبل أربعة منها في الصحيح وجاء فيها لغتان الكسر والفتح وهو حسب يحسب، ويبس ييبس، وبئس ييأس وييئس، ونعم ينعم. أنشد سيبويه:
وكوم تنعم الأضياف عينًا ... وتصبح في مباركها ثقالا
وثمانية في المعتل جاءت مكسورة في الماضي والمستقبل وهي: ومق يمق، ووثق يثق، وورم يرم، وورث يرث، وولي يلي، ووفق يفق، وورع يرع، ووري الزند يري. وقد قيل؛ ورى يرى وهو شاذ. فهذه الثمانية المبينة لم يجئ فيها غير الكسر في الماضي والمستقبل، وقد جاء حرفان آخران على فعل يفعل إلا أنه اعترض فيها حرف من حروف الحلق فعدلا إلى «يفعل».
قال أبو عثمان المازني: «وأما قولهم: وسع الشيء يسع، ووطئ يطأ فإن الخليل ذكر أن هذا جاء في المعتل على فعل يفعل بالكسر في الماضي والمستقبل، كما جاء حسب يحسب في الصحيح، وكان أصل يسع: يوسع، وأصل يطأ: يوطئ فلزم حذف الواو لوقوعها بين ياء وكسرة كما لزم ذلك في يعد ويزن فحذفت ثم فتحت السين في يسع، والطاء في يطأ لمكان العين والهمزة لأنهما من حروف الحلق، وحروف الحلق إذا كن لامات فتح لها موضع العين في يفعل، وإن كانت حروف الحلق عينات فتحن أنفسهن، وربما جاء الفعل وهن فيه على الأصل»، نحو منح يمنح، وزرأر يزأر وما أشبه ذلك. وذكر الخليل أن طاح يطيح مما جاء على فعل يفعل من ذوات الواو.