فرفعت الأسماء بها استعارة كما جاز استعمالها استعارة لمن ليست هي له.
والاستعارة في كلام العرب كثيرة جدًا كقولهم: «غرز فلان ذنبه في هذا البلد» إذا قام به، وكقولهم: «ما زلت أفتل في ذروة فلان وغاربه حتى صرفته عن كذا وكذا»، وإنما الذروة والغارب للجمل وكقولهم: «حرك خشاش فلان فغضب»، والخشاش: الخشبة التي تجعل في عظم أنف البعير، قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد: تقول العرب: «فلان غليظ الجحافل» لذوات الحوافر، والمشافر لذوات الخف، قال الحطيئة:
سقوا جارك العيمان لما تركته ... وقلص عن برد الشراب مشافره
وقال آخر:
ولو كنت ضبيًا عرفت قرابتي ... ولكن زنجيا غليض المشافر
وقال آخر:
........... ... إلى ملك أظلافه لم تشقق