{والنجم إذا هوى}. {والسماء والطارق} وما أشبه ذلك قولان، أحدهما أن تأويله ورب النجم، ورب الطور، فكأنه أقسم بنفسه. والآخر أنه أقسم بهذه الأشياء لأن عادة العرب كانت قد جرت بأنها تقسم بالأشياء الجليلة، فنبه الله عز وجل على هذه الأشياء التي أقسم بها وأحكام صنعتها، وقدرة خالقها لتنبهوا على جلالة خالقها عز وجل، وقدرته، وحكمته.

العفو

العفو: فعول من قولك: عفا يعفو عفوًا فهو عفو، فالله عز وجل هو عفو عن خلقه، غفور لهم.

قال الخليل بن أحمد: كل من استحق عقوبة فتركته ولم تعاقبه عليها فقد عفوت عنه عفوًا، والعفو أيضًا: المعروف، والعفو أيضًا: طيب المال، وعفو الفرس: ما أعطاك من جريه على غير استكراه، ويقال: «خذ عفو فلان»: أي ما أبت به نفسه ويقال: عفا المنزل: إذا درس، والمصدر العفاء ممدود، وعفت الريح المنزلة تعفوه عفوًا وعفاء ممدود، وتعفت الدار، وعفا الأثر، قال زهير:

قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بل وغيرها الأرواح والديم

والعفو متعلق بالمفعول لا يكون العفو إلا عن مذنب موجود مستحق للعقوبة، ويجوز أن يكون على مذهب [أهل]

اللغة العفو عن الذنب، إذهابه وإبطاله كما يقال: عفت الريح المنزل: أي محت معالمه ودرست آثاره. فالعافي عن الذنب كأنه مبطل له، مذهب، فإذا عفا عن الذنب فقد أبطله وذهب به فيكون اشتقاقه من هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015