وتقول: «فلان ولي فلان» أي مواليه ومتابعه على أموره، فأمرهما وشأنهما واحد كما قال عز وجل: {والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض}. وقال: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض} أي بعضهم موال بعضًا. فأمرهم وشأنهم واحد ويقال: فلان ولي فلان أي قريبه ونسيبه كأنه لا حاجز بين نسبيهما.
ويوشك أن يكون من هذا قولهم فلان ولي فلانة أي ذو محرم لها ونسب، ويجوز أن يكون وليها أي يلي أمرها، ويقوم به فلا يتقدمه في ذلك أحد، ولا يحول بينه وبينها فيما يمضيه ويراه مما لها فيه صلاح.
وقد يستعمل الولي بمعنى الوالي كما يستعمل الغريم بمعنى الغارم، والضريب بمعنى الضارب، والسميع بمعنى السامع، وليس ذلك بمنكر ولا مدفوع. ويقال: «فلان ولي فلان» إذا أعتقد عبدًا فله ولاؤه وهو وليه أي صاحب ولائه.
يقال: «ولي بين الولاء» بفتح الواو، ووال بين الولاية بكسر الواو، ومولى بين المولوية، حكاه أبو عمرو الشيباني. وغيره «وفي فلان مولويه». والولي في غير هذا. مطر الربيع الثاني، يقال للأول «السومي» لأنه يسم الأرض بالنبات، والثاني «الولي» لأنه يلي الأول، كأنه من الموالاة والمتابعة، فهذه عشرة أوجه في الولي كلها ترجع إلى ما ذكرته لك أولاً فتدبرها لأن كلام العرب - كما قال أبو العباس المبرد - إذا اتفقت ألفاظه فبعضه آخذ برقاب بعض.