كقولهم فاظ البت يفيظ فيظًا وفوظًا ولا يشتقون من فوظ فعلاً وكذلك ويل، وويح، وويس مصادر ليس لهن فعل كراهية أن يكثر في كلامهم ما يستثقلون ولاستغنائهم بالشيء عن الشيء حتى يكون المستغني عنه مسقطًا كأن المازني ذهب إلى أن الحيوان الواو فيه أصل ليست منقلبة من ياء، وأن الياء فيه أيضًا أصل من باب اللغتين. ثم يجوز أن يكون استعمل الفعل من اللغة التي تكون فيها العين واللام ياءين ولم يستعمل من اللغة التي تكون لامه واوًا لثقل ذلك عليهم، ويجوز أن يكون استعمل من اللغة التي تكون اللام فيه واوًا فقلبت ياء للكسرة التي قبلها حين قالوا: «حييت» فجاءوا به على فعل يفعل مثل علم يعلم.
القيوم: فيعول من قام يقوم، وهو من أوصاف المبالغة في الفعل وهو من قوله عز وجل: {وهو قائم على كل نفس بما كسبت} أي يحفظ عليها ويجازها ويحاسبها.
وقال أبو عبيدة: «القيوم: القائم وهو الدائم الذي لا يزول».
ويقال: فلان بروية أهله أي: ما أسندوا إليه من حوائجهم، وفلان يقوم بأمور بني فلان أي: هو المتكفل بأمورهم والناظر فيها وليس من القيام على الرجل.
والقيام في كلام العرب على أوجه: تقول العرب «قد قام فلان بأمر فلان» إذا اعتنقه وتكفل به «وقام فلان بأمر قومه» إذا كان الناظر فيه والمتكلم عنه، «وقام قائم الظهير» عند تحلق الشمس في الجو قبيل الزوال قال الشارع:
وقام ميزان النهار فاعتدل