مديره الذي أطلقت يده في إدارته وموظفيه، رجل معروف بمتانة الخلق وصحة المبدأ، والصلابة في تطبيقه.
ولكن يظهر أن الشأن ليس -دائما- في إحسان اختيار الرأس.
إن الناس كانوا إذا قرءوا في الصحف أخبار فلسطين وما يدوي في أجوائها من رصاص وبارود ... قطع عليهم قراءتهم أصوات الأسهم النارية تطلق في جو المعرض ابتهاجا بغير شيء، فكان الألم يرتسم علائمه على وجوه أكثر الشاميين. وكان على الصحف التي تمثل الرأي العام, وعلى الطبقات المثقفة وأهل الحل والعقد أن ينكروا ما يثلم كرامة البلد ويمس مروءته، لكنه لم يرتفع في استنكار ذلك -مع الأسف- صوت، إلا صوت بعض الجمعيات الدينية، التي استحيت لدمشق بلد الفضيلة أن تؤذى في سمعتها.
هذه كلمة نقولها للحق والتاريخ, وقد مضى على انفضاض المعرض ثمانية أشهر1.