وقف عليه، وكان ذو الرمة قد قال في خرقاء صاحبته هذين البيتين المشهورين:

أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا أأنت أم أمّ سالم

هي الشبه، لولا مدرياها وأذنها ... سواء وإلا مشقة في القوائم1

فقال الخياط يعرّض بهذين البيتين, ويسخر من تشبيهه هذا:

"أأنت الذي شبهت عنزا بقفرة ... لها ذنب فوق استها أم سالم

وقرنان إما يلزقانك يتركا ... بجنبك يا غيلان مثل المواسم

جعلت لها قرنين فوق شواتها2 ... ورابك منها مشقة في القوائم"

فخجل ذو الرمة وبهت، وقام فذهب. ولم ينشد بعدها في المربد حتى مات الخياط3.

11- إعدام قبيلة:

كان لراعي الإبل والفرزدق وجلسائهما حلقة بأعلى المربد بالبصرة يجلسون فيها، وكان الراعي قد ضخم أمره، وكان من شعراء الناس، فدخل في المنافرة بين جرير والفرزدق وقضى على الأول للثاني, وكان فيما قاله:

يا صاحبيّ دنا المسير فسيرا ... غلب الفرزدق في الهجاء جريرا

وقال:

رأيت الجحش جحش بني كليب ... تيمّم حوض دجلة ثم هابا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015