بالحق". وقال من في ميسرته: "فجرا وغدرا وقالا الباطل وأمرا به، قد بايعا ثم جاءا يقولان ما يقولان" وتحاثى الفريقان وتحاصبوا وأرهجوا1.
فتكلمت عائشة وكانت جهورية يعلو صوتها كثرة كأنه صوت امرأة جليلة, فحمدت الله وأثنت عليه وقالت: "كان الناس يتجنون على عثمان -رضي الله عنه- ويُزرون على عماله ويأتوننا بالمدينة فيستشيروننا فيما يخبروننا عنهم ويرون حسنا من كلامنا في صلاح بينهم، فننظر في ذلك فنجده بريئا تقيا وفيا ونجدهم فَجَرَة غَدَرَة كَذَبَة، يحاولون غير ما يظهرون. فلما قووا على المكاثرة كاثروا، فاقتحموا عليه داره واستحلوا الدم الحرام والمال الحرام والبلد الحرام بلا ترة ولا عذر.
ألا إن مما ينبغي -ولا ينبغي لكم غيره- أخذ قتلة عثمان -رضي الله عنه- وإقامة كتاب الله -عز وجل- وتلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} 2".