سوق المربد:

ننتقل من أسواق العرب في الجاهلية إلى أسواقها في الإسلام. ونلاحظ أننا لا نرى في هذه الأسواق الشأن الكبير الذي كان لأسواق الجاهلية؛ لأن العرب -كما تقدم- تحضّرت وسكنت الأمصار وكثرت فيها الأسواق الدائمة تحوي كل نوع من أنواع البضائع المعروفة لهم. فلم تستجد في الإسلام سوق لم تكن في الجاهلية، إلا ما كان من أمر المربد1 الذي ورث عكاظ، وقضى على ما كانت تتمتع به من ميزات، منذ عصر الراشدين، وأخذ أمر المربد "عكاظ الإسلام" بالازدياد حين بدأ شأن عكاظ "الجاهلية" بالخمول فالانتقاص فالموت.

نزلت العرب البصرة سنة أربع عشرة, ومصّرتها سنة سبع عشرة على تخطيط وضعه عمر وأرسل من يقف على تنفيذه. وكان المربد على الجهة الغربية من البصرة إلى البادية, ليكون أول ما ينزلون إذا قصدوا البصرة، وآخر ما يتركون إذا رحلوا عنها؛ ليقضوا فيه متاعا لهم ومرافق يتبلّغون بها في ظعنهم وإقامتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015