هي إذًا معرض عام للجزيرة العربية: فيها عرض لتجارات جميع الأقطار وعرض للبيوع وعرض للعادات والأديان واللغات والآداب، وللسياسة ... وفيها لجان رسمية على نحو ما نألف في معارضنا اليوم، تحكم للمتفوق بتفوقه حكما نافذا من أقصى الجزيرة إلى أقصاها. وتزيد على معارضنا بميزة جليلة، وهي صهرها لعادات القبائل ولغاتها ومواضعاتها لتنتقي منها أحسنها وأخلقها بالبقاء.
لسنا نعلم لهذه السوق بداية محدودة إلا أنا نرجح وجودها قبل القرن السادس الميلادي1، ولما جاء الإسلام وتوطدت أركانه في